الارساليات الشعبية
إنها شكلٌ شعبيٌ وبسيط للكرازة بإنجيل ربِّنا يسوع المسيح لكلّ شعب اللّه لكي تجعل الخاطئ يتوب عن خطاياه.
إنها تَتميمٌ لِوصيّة المسيح الإرساليَّة: اِذهبوا إلى العالم كلِّه، وأعلِنوا البشارة إلى الخَلق أجمعين. فمَن آمن واعتمد يَخلُص، ومن لم يؤمِنْ يُحكَم عليهِ (مر 16/15-16).
إن المُرسَل يمثِّل امتدادًا لعمل يسوع الذي بدأ يَكرِّز فيقول: توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات (متى 4/17).
إنَّ غاية الرسالة الشَّعبية تَـنبُع من الوصية الإرسالية، وقد عبَّر عنها جيِّدًا القديس لويس ماري جْرِنْيون دي مُنفور: «تجديد المسيحية في المؤمنين»؛ والقديس أَلفونس ماري دي ليجوري: «إنَّ غاية الرِّسالات هي توبة الخاطئين».
وكان القدّيس يوحنَّا بولس الثاني يُعلّم عن الرسالة الشَّعبية أنّها «فَعّالة عندما… تُعطي دفعةً للتوبة، أيْ للعودة إلى الحقيقة وإلى صداقة اللّه بالنّسبة لِمَن كانوا قد فقدوا الإيمان والنِّعمة بالخطيئة؛ وعندما تدعو المسيحيّين ذَوي الرَّتابة – أيْ الروتينيِّين- إلى حياةٍ أكثر كمالاً، وتُـنَمّي الحَمِيَّة في النُّفوس، وتُـقنِع بِمعيشة التَّطويبات، وتُنشِئ دَعواتٍ كهنوتيَّة ورُهبانيّة».
إنَّ الواجب الإرسالي «فريدٌ ولا يَتبدَّل في جميع الأماكن والأحوال، وإنْ كان لا يُطبَّق بنفس الطريقة في مُختلف الظُّروف. الاختلافات تَنشأ لا لأسبابٍ جوهريّة بالنسبة للرسالة ذاتِها، بَل من اختلاف الظُّروف التي تَتِمُّ الرسالةُ فيها».
هناك أنواع مختلفة من الرّسالات الشّعبيّة:
- الرّسالة المُكثَّفة هي الأكثر شُيوعًا، والتي تتمّ خلال عشرة أيام أو خمسة عشر يومًا أو تدوم أيّامًا أكثر. نظريًّا، ينبغي أن تدوم الأيام اللازمة لكي تُهيِّيئ الجميع لكي يعترفوا.
- الرّسالة المُكثَّفة هي الأكثر شُيوعًا، والتي تتمّ خلال عشرة أيام أو خمسة عشر يومًا أو تدوم أيّامًا أكثر. نظريًّا، ينبغي أن تدوم الأيام اللازمة لكي تُهيِّيئ • الدّائمة، وهي التي تدوم معظم أيّام السّنة، وتَتركَّز فقط في خدمة زيارة البيوت.لكي يعترفوا.
- الشّبابيّة، التي تَتمّ إلى جانب المُكثّفة، أو يُفضَّل أن تكون في المدارس الثّانويّة والجامعات أو في أيّة تجمّعات أخرى للشّباب.
- للأطفال، مُشابهة للسّابقة ولكنّها موجّهة للأطفال.
- الموجَّهة للمرضى، وهي مخصَّصة لهم.
- الصناعيّة، عندما تتمُّ في المصانع.
- الرّسالة المفتوحة، عندما تتمّ من خلال وسائل الاتّصال، خاصّةً التّلفزيون والرّاديو.
- فيما يختصّ بالمنطقة، يمكن أن تكون الرّسالة عامة (تُنظَّم في أبرشية)، أو في رعيّة أو في عمارات بها عائلات كثيرة، أو في مراكز استماع للكلمة أو أماكن أخرى مختلفة تبدو مناسبة.
الأهمّيّة والضّرورة: لقد أراد اللّه أن يَخلُص العالم بواسطة المرسَلين. وفي كلِّ زمان أرسل اللّه عملةً يَحرُثون كرمه. في العهد القديم أرسل رؤساء الآباء والأنبياء؛ وفي العهد الجديد، أرسل المُرسل الأعظم والأزليّ: يسوع المسيح، المرسل من الآب؛ بعد ذلك أُرسِل الرُّسل وخلفاؤهم: «اِذهبوا في العالم كلِّه وأعلنوا البشارة للخلق أجمعين» (مر16/15). يشهد كلّ تاريخ الكنيسة على إرسال عَمَلةٍ… من هنا يؤكِّد الأب «كونتنسون» الحكيم: «بالرّسالات فقط تحصل النّفوس على خلاصها الأبديّ». ولذلك يقول القدّيس ألفونس: «نرى بكلّ وضوح جهود جهنّم لِمنع الرّسالات»